ليلة الخميس قبل الماضي الموافق 26 يونيو 2025
طلع علينا شهر محرم ودخلنا بذلك العام الهجري الجديد 1447هـ،
ألف وأربعمائة وسبعة وأربعون منذ هاجر الرسول من مكة إلى المدينة حيث بدأ تاريخ الإسلام ..
مع دخول العام الجديد تتردد في النفس إشارات البداية، وتُفتح أبواب الهجرة لمن أراد أن يتحول من حال إلى حال وإن بقي في الحيز المكاني الذي يشغله. فالهجرة الحقيقية ليست مرتبطة بالجغرافيا، بل بالنية، بالوجهة، والقصد .. وكل البدايات هجرة ..
ولأن البدايات هجرة فأنا بهذا المقال أبدأ هجرتي الخاصة .. بل مجموعة هجرات ..
هجرة الناقد الداخلي الذي لا يرضى إلا بالكمال، فيعيق كل مشروع لم يكتمل في صورته المثالية ..
هجرة توقي للكمال، ذلك المعيار الذي كلما اقتربتُ منه، ابتعد ..
هجرة التأجيل الذي لبس عباءة التروي وترك الملفات عالقة على أمل ظرف أفضل، وقت أصفى، أو دافع أقوى ..
هجرة التسويف ولا أقول الكسل – فلي معه حوارات أخرى – الهمس لاحقاً إلا أن لاحقاً هذا لا تأتي أبدًا ..
أنشر هذا المقال الأول ليكون شاهداً على هجرتي .. أكتب ليكون هذا المقال مدخلاً للحديث عن أشياء كثيرة بقت فترة طويلة حبيسة في نفسي ولم تغادر جهاز الحاسوب أو هاتفي الجوال منذ دونتها، أكتب لأعلن بدايةََ لهجرة متعددة الوجوه ..
قد لا تكون حكاياتي فريدة، لكنها حقيقية ..
وقد لا تكون مثالية، لكنها صادقة ..
وقد لا تخلّد في الكتب، لكنها تحفظ أثراً ..
وتقول بعد كل شيء لقد كنت هنا، وقلتُ ما قلت فلعلها حكمة تجد أذن مؤمن وتكون شافعة ..
قال الرافعي في مقال له عنونه بـ “وحي الهجرة” واصفاً هجرة الرسول: ” فانتقل الرسول إلى المدينة، بدأتِ الدنيا تتقلقل،
كأنما مرَّبقدمه على مركزها فحرَّكها”، الهجرة حركة وأي حركة لها صوت وصدى وتردد ..
لما سوف أحكيه لكم صوت إلا أن صداه وترددهبأيديكم أنتم .. فلا تبخلوا على أنفسكم وعليّ بكل ما ينفع
لنكون نموذجاً للنافع وليس المنتفع فقط والمصلح لا الصالح فقط ..
الهجرة هي البداية قبلها تحتاج العزم والنية، لكنك بعدها تحتاج الجّلد، تحتاج الصبر، تحتاج القوة والمدد من الله ..
ولذلك لا أستطيع أن أعد بشيء سوى أن أخبركم عن الحكايات التي عشتها أو سمعتها أو قرأتها أو فكرت فيها متى ما استطعت إلى ذلك سبيلاً..
قال رسولنا الحبيب المهاجر الأول
(فمَن كانَتْ هِجْرَتُهُ إلى اللهِ ورَسولِهِ، فَهِجْرَتُهُ إلى اللهِ ورَسولِهِ)،
وبصوت إبراهيم وهو يقول (إِنِّي مُهَاجِرٌإِلَى رَبِّي) فاللهم اجعل هجرتي هذه إليك وفي مرضاتك ..
ختاماً ولأني ناصحة لكم، هاجروا فكل البدايات هجرة ..
ألقاكم في المقال القادم، وأول حكايات حجتي.
في رعاية الله
دانة المري #دال13